الوطن هو الكيان والمكان الذي يولد فيه الإنسان وينشأ به مع غيره من الناس ممن استوطنوه بصفة رسميةودائمة ويجدون به الإحتضان والحماية والأمان وتدبيرأمورهم وتوفيراحتياجاتهم الحياتية ويربطهم به الإنتماء والتاريخ والجغرافيا والحدود والمصالح المشتركة وأشتقت المواطنة من أسمه فلا وطن بلا مواطن ولامواطن بلاوطن ويعتبر الوطن والمواطن فرسي رهان في معادلة التقدم والرقي والأمن والأمان والتلاحم والترابط والعلاقات مع الاخرين والتعامل مع النفس ومع الغير فالوطن هو البناء الكبير الواسع والفناء الرحيب الفسيح والمواطن هو من يملأ ويعمر ويصون هذا البناء والفناء بما يستحق ومايجدر به من التضحية والفداء والوفاء والولاء وهذا بلاشك لايتأتى الا للمواطن الصالح الحاذق المثقف النظيف حسن السيرة سليم السريرة الواعي بحق الوطن المعترف بفضله الساعي بما يستطيع لرفعته وحمايته والذود عن حياضه المشرعة لكل مواطن فاضل جدير بذلك وهم كثر والخير فيهم كثير خاصةمن امتلأت قلوبهم بحب الوطن حب إيماني شرعي عقائدي إنتمائي لاتخالطه ظنون ولا تخالجه شكوك ولاترتسم فيه (لو) وأخواتها . فاللحمةالوطنية من أسمى أهدافهم النبيلة يعظمونها ويدرأؤن عنها كل ما يؤثر عليها من أفكار وتوجهات ومعتقدات وسلوكيات وبكل الوسائل المتاحة ينافحون عنها ويحاربون كل ما يؤثر عليها من مؤثرات داخلية وخارجية من مكر وخداع وكيد وعصبية وعنصرية بشتى صورها ومختلف أنواعها القبلية والعرقية والمناطقية ، في معتقدهم الوطن واحد والقيادة واحدة والدين واحد والدم واحد والعرق واحد واللسان واحد ، لايأبهون بمن يناكف بذلك بل ويأخذون على يد من يحاول أختراق هذه المسلمات بطرق ملتوية أو بدعاوى يتذاكا بها ويلوي اعناقها لتحقيق أهدافه العدوانية ومن على شاكلته لينالوا من اللحمة الوطنية لمرض في نفوسهم وخبال في عقولهم وانحراف في تفكيرهم بعدما أصبحوا لأعداء الوطن مطية وللمتطاولين عليه رعية ولطرقهم في ذلك أمثلة عديدة ومتنوعة ربما لايوافقني عليها بعض من اقتنع بهاوسارفي ركبها وهي في الحقيقة على غير مايراه ومن تلك الأمثلة والذي تراجع عنه كثير من المهتمين بها عندما علموا بأن الهدف منها بالمقام الاول ربحي وربحي مما أفقدها مصداقيتها لديهم وحسوا بخطرها البالغ كما أشرت في التأثير على اللحمة الوطنية وخلق المشكلات والمناكفات والعداوات في الأنساب والإنتماءات والأصول والاعراق لمكونات الشعب وأعني بذلك استغلال علم الحمض النووي DNA والذي كان إكتشافه لايمت بأي صلة للبحث في الاصول والانساب القديمة وكان الهدف منه تحديد أصحاب الجرائم والمطلوبين للعدالة والمشتبه بهم وتحديد نسب حديثي الولادة عند الحاجة لذلك وعند الاشتباه بإنتماء حي لإحياء وليس لتحديد أنساب ضاربة بأعماق التاريخ بالإضافة إلى حداثة العلم وعدم إكتماله بعد ولكنهم طاروا به فتم إتخاذه ذريعة لكسب الاموال عند شركات أدعت تحديد الأنساب تحت تحورات عملتها بنفسها وجعلت لها رموزاً بنيت على نتائج تحليل عينات من المريدين لذلك ممن إنساقوا خلف الدعاية التي واكبت الربط بين هذا العلم واتساب البشر ولكم أن تعرفوا طريقة وضع التحور لأي قبيلة وهي كالأتي (يأخذون عدد من الأفراد من القبيلة المراده ويأخذون عينات من دمهم ثم يضعون رمز تحور على نتيجة التحليل وليس هناك دليل قاطع ومؤكد على أن هؤلاء من القبيلة اصلاً أم هم دخلاء على القبيلة من قبائل أخرى عن طريق النزوح أوالحلف جميعهم اوبعضهم) وأعتقد أن هذه الطريقة لايمكن إعتبارها علمية ولا عملية ولايشك أحد بما سببته من إشكالات وخصومات تكتض بها وسائل التواصل الاجتماعي تصل احيانا حد التباغض والسباب والطعن بالانساب وهذا مدخل كبير ومهيأ لاعداء الوطن ولحمته يأتونه من قبله ولو بعد حين ومن اراد الاستزادة لمعرفة خطر هذا الموضوع فليتابع مداخلات وتغريدات وردود وتعليقات المهتمين فيه في وسائل التواصل الإجتماعي والتي وصل كثير منها الي دور القضاء وليتأكد كذلك من طريقة وضع التحور لكل عرق أو نسب وإسقاط المريدين على هذا التحور أو ذاك وليحكم بنفسه وبالرغم من أنني لست من المهتمين ولا المقتنعين به الا أنه يؤلمني مايدور بين هؤلاء وأولئك من خلافات كبيرة بالنفي والاثبات لإسقاط هذا اوذاك على أحد التحورات المزعومة للانساب واتوجس خطرها على المدى القريب أوالبعيد على مانحن بصدد الكلام عنه ذي الأهمية العظمى (اللحمة الوطنية) .
وممايؤثر على اللحمة الوطنية ويجب الإبتعاد عنه وتركه وقطع دابره العقلية المناطقية التي يتخذها اصحاب الاهواء للتأثير على ضعاف النفوس والسذج بالغمز واللمز كذباً وبهتاناً بمنطقة أو بأخرى من مناطق الوطن الغالي ومحاولة الوضع من شأنها وشأن المنتسبين اليها وهذه لاتقل خطراً عن سابقتها وفي سياقها التفاخر بالانساب وتحقير أنساب على حساب أخرى بدعاوى جاهلية مقيتة لايقرها دين ولاعقل ولاعرف ولانظام ولاقانون وكما نرى ونسمع بإن هذه تنتشر إنتشار النار بالهشيم بالمجتمعات شديدة التخلف في العالم والبعيدة كل البعد عن ابجديات التدين الحق والحضارة والعلم والثقافة والاخلاق وهم بذلك يعيشون حياة أقرب الي البهيمية منها الي الإنسانية .
ومما ينخر باللحمة الوطنية أيضاً الفساد بأشكاله وصوره المتعددة ومنها المالي والإداري من خيانة وسرقة ورشوة ومحاباة وواسطة وأكل اموال الناس بالباطل ظلماً وهذه ولله الحمد تتعرض لحرب ضروس شرسة وبلا هوادة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود حفظهما الله تعالى ويضربون بيد من حديد على يد من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن ووحدته ولحمته ومقدراته .
إذا ياساده ياكرام اللحمة الوطنية عنصر اساسي ومهم جداً في بقاء الوطن وديمومته وبنائه وتقدمه ومكانته وعزته فالحذر الحذر أن يؤتى الوطن من قبلنا ومن هذا الجانب أو من غيره فالله الله بالوطن فهو لنا دار وكلنا مسؤول وعلينا جميعاً مسؤولية عظيمة تجاه الوطن لاتقبل التساهل او الا مبالاة أو نسف المسؤولية على الغير والتخلي عنها فهذا بحد ذاته جرم عظيم بحق الوطن ، ويعلم الجميع أن الوطن مستهدف من الأعداء ومن بعض من يرتدون رداء الاصدقاء وهم في الحقيقة ألد الأعداء وجميعهم يدخلون من المداخل التي أشرت إليها في ثنايا المقال وغيرها فلنكن يداً واحدةولنا اذان صاغية وقلوب واعية وعيون ساهرة لاجل الوطن الغالي وقيادته ولحمته ووحدته .
حفظ الله تعالى الوطن من كل سوء ومن كل عدو وأدام عزه ورفعته ورقيه .
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه/ بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٤/١٠/١٠هجرية