بسم الله الرحمن الرحيم
أعلم أن العنوان غريب والجملة ليست مستقيمة لفظاً فالمعتاد أن القاصر هو الطفل الذي لم يبلغ الحلم او بالاصح لم يبلغ سن الرشد او لم يبلغ اشده ويستوي ويختلف من قانون الي قانون ومن دولة الى اخرى ففي بعض الدول القاصر نوعان قاصر غير مميز وهو مادون الثالثة عشرة من العمر وقاصر مميز هو مافوقها الي سن الرشد أما في المملكة العربية السعودية فالقاصر هو مادون الثامنة عشرة من العمر وليس هذا موضوعنا الذي سنطرقه ونتجول في دهاليزه ونطلع على ماخلف كواليسه لنكتشف خفاياه ونحاول علاج رزاياه ومنع من لم يكن بعد من ضحاياه إن المعني القاصر في التفكير والعقل والتمميز قصير النظر المعنوي الذي لايتجاوز أرنبة أنفه يبين ذلك في سقط كلامه وسفه أحلامه وربما قصة شعره وهندامه ترى في ملامحه السرحان وفي نطقه التوهان وفي أعينه الذوهان وتختلط في مسامعه الأصوات فلايميز بين الصوت المبحوح والصوت النصوح كلاهما عنده مجرد أصوات فأيهما سبق لديه لبق لايكاد يفرق بين خذ وهات ومايسبب الآفات اذا سمع صوتاً يردد ولولم للمصدر يحدد وليست هذه النهاية فلم تنتهي الرواية بل تأتي إليه أصوات النشاز فتجد أذانه صاغية ولكل صوت باغية حتى وإن صدرت من أفواه لاغية أصوات معروفة بالحماقة وإنعدام اللباقة متنكرة للجميل كثيرة العويل على وضعها الهزيل ومقامها العليل وبدون دليل ولكنها ترى ذلك الانسب بسبب المؤثرات التي اجتاحت التفكير إذ ليس لدى هذا الناعق مصدات تمنع الصدمات الموجهه له بالذات ولغيره من الإمعات طبق بدون وعي وقصد قول القائل :
اذا قالت حذامي فصدقوها
فإن القول ماقالت حذامي
لقد رأينا بأم أعيننا وعلى مدى عدة عقود من الزمن الكثيرمن الرجال القصّر من السعوديين الذين أثرت عليهم سلباً النعمة الجياشة فلم يشكروا المنعم ولم يحفظوا حق المتسبب بالنعمة بل تنكروا لهذا وذاك وأرتموا بأحضان الأعداء الذين وعدوهم بالحماية والرعاية ليكونوا ابواقاً تهرف بما لاتعرف وكلاباً تنبح على الظل والخيال وليس على شيء حتى ولوكان تمثال ثم تأخذ مقابل ذلك الولوغ الذي لايكاد يسد الرمق والجوع وهكذا دواليك تمر السنون والاعوام وهم على هذه الحال المزرية والحياة المحزنة والسمعة المخزية وقد كانوا قبل ذلك في كنف هذا البلد إعزاء يتقلبون بالنعم والسعة من الرزق والسكن والأهل والولد والوظائف والمناصب والأمن والأمان في حال جميل من الترف ولايوطأ لهم طرف في نسيج مجتمع مسلم مؤمن موحد يجتمع تحت راية التوحيد الخفاقة ترفعها دولة مباركة وقيادة حكيمة قامت ولازالت على الدين والحق والعدل وأحترام الإنسان وحقوقه الصغير والكبير والقوي والضعيف بالمواطنة سواء لافضل لأحد على أحد إلا من ابى الا المناكفة والمخالفة وعكس التوجه السوي فيؤخذعلى يده بالحق والعدل والنظام والقانون حتى يرعوي ويعود الي رشده ولاتتجاوز عقوبته ماينطوي عليه النظام الذي استمد مواده من الشريعة الإسلامية السمحة وأحكامها من الوحيين القرآن والسنة .
فهل يعقل بأن دولة وحكومةكالمملكة العربية السعودية يكون لها أعداء من أبنائها وممن نبت لحم أكتافهم من خيرها وترعرعوا في كنفهاونهلوا من علمها وحكمتها واستظلوا بأمنها الوارف الذي يتمناه أغلب مواطني دول العالم ، نعم فقد حدث ماهو خارج نطاق العقل حيث إنبرى لذلك وفي ازمنة متفاوته عدد من ناقصيّ العقل قاصريّ التفكير أوكما وضعت عنواناً للمقال الرجال القصّر فليس لديهم عقل يميز ولاتفكير يغيّر
فالعقل خير والتفكير مفتاح الخير قال ابن قيم الجوزيه رحمه الله تعالى التفكير خير تكّتشف به حقائق الأشياء وتميّز بينها وبين الوهم والخيال وللتفكير انواع هي كماذكر
العياني والاستدلالي والتجريدي والتخيلي والابداعي وكل هذه عصية على من نعتناهم بالرجال القصّر فهم معدومي التفكير بجميع أنواعه انسلخوا من العقل وأوقفوا التفكير ونحروا الضميروحددوا لأنفسهم سوءالمصير بين ظهراني أعداء الدين وهم يدّعون نصرة الدين بدعاوى باطلة وعبارات ممجوجة مكشوفة لكل ذي لب إذ كيف يخرجون من معقل الدين وبلده الأمين الذي اختاره الله تعالى له لينصروه من بلاد الكفر والالحاد والعداوة الأبدية السرمدية للدين الاسلامي وأهله عجب قولهم وتفكيرهم .
وفي القرآن الكريم آيات كريمات تحث على التفكير في مخلوقات الله تعالى وأخذ العبر فيما مضى من أمم واحداث فأين هم منها واين هم عنها قال الله تعالى(ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) الاية
وفي الحوار الذي حدث بين نوح وابنه حيث دعاه للركوب معهم في السفينة لينجوا من الغرق قال تعالى على لسان نوح عليه السلام ( يابني اركب معنا ولاتكن مع الكافرين)الاية فرد عليه الابن بتفكيره الضيق المحدود والمعطوب والمسلوب بما جاء في الاية الكريمة على لسان الابن قال تعالى( سآوي إلى جبل يعصمني من الماء) الاية
فبالله ماالفرق بين تفكير من يسمون أنفسهم معارضين وتفكير ابن نوح الذي أهلكه تفكيره فكان من المغرقين لا أرى فارقاً بينهم لا في التفكير ولا في المصير .
رد الله كيدهم في نحورهم وجعل تدميرهم على أيدي من لجأوا إليهم وحفظ الله تعالى المملكة العربية السعودية ودينها ومقدساتها وقادتها وشعبها وترابهامن كيد الكائدين وشرارالخلق أجمعين .
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه /بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٥/١/٢٦ هه