السؤال الذي يطرح نفسه في سياق هذا المقال من عساهُ القادر على أن يلقب بصقر الجزيرة عن جدارة و استحقاق؟
ولماذا ننعتهُ بهذا اللقب؟
ومن عساه يكون!
حمل على عاتقه توحيد البلاد ونذر نفسه لذلك ، كانت رؤيته تقوده إلى نشر العقيدة الصحيحة وترك كل المخالفات الخاطئة ، يقوده في ذلك إيمانه بالله وقوة عزيمته ، وحسن تدبيره كان قائدًا ملهمًا جلدًا على المهام الصعبة ، قوي الشكيمة ثاقب النظر والبصيرة ، وخاض المعارك وكان المنتصر فيها .
بدأ مسيرة الإصلاح بين القبائل وحثهم على الوحدة والتمسك بحبل الله وعدم التفرق والتعاون فيما بينهم حتى يستقيم له الأمر وتتوحد القبائل، تحت راية الحق والعدل ، وكان هذا هو دأبه وشغله الشاغل، الذي كان نهجه وخطته التي اختطها لنفسه وسار عليها في توحيد البلاد .
قد بدأ مسيرة الإصلاح بين القبائل وبدأ رحلة الكفاح للتوحيد والإصلاح،
التي استمرت لمراحل في تأسيس الدولة على الحقيقة ونشر الدعوة الإسلامية مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونهض الملك عبد العزيز لتطبيق الكتاب والسنة النبوية التي كانت أساس وبنيان الدعوة، وبدأ رحلة التطبيق على أرض الواقع لإزالة كل ما يشوب الدعوة من معتقدات خاطئة حقها الإزالة، ورفع شعار التوحيد
حاملاً هم الأمة التي قد مزقتها الخلافات والتناحر فيما بينهم.
وكان هناك عدة عوامل ساعدت الملك عبد العزيز على إكمال مسيرته المظفرة بالنصر مستمدًا ذلك من
عقيدته الراسخة وبصيرته النافذة ، وعزيمة وحسن التدبير والتخطيط السليم والعمل الدؤوب والمتواصل، وسيطرة على مجريات الأمور وإحكام قبضته على القبائل المناوءة له .
وهكذا تضافرت له الأسباب المعينة لتحقيق أهدافه التي وضعها نصب عينيه، وتداعت القبائل لمناصرته لما رأته من قيادة حكيمة وبسالة وشجاعة في الحق وهمة عالية لا تفتر، وصبره وتجلده أمام الأخطار الصعاب، ومواجهة خصومه والتغلب عليهم، والسياسة كانت حاضرة لحسم الأمر لصالحه ، وإدارة دفة الحكم وبسط نفوذه على القبائل وإخضاعها للطاعة،
واستمر في سياسته تلك حتى فتحت
له البلاد ودانت له العباد، وقرت له بالملك والولاء .
أراد الله لهذه الأمة خيرًا بأن قيض لها
من يحيي لها أمر رشد بأن جعل لهم كيان متماسكًا على الكتاب والسنة وأرسى قواعدها على نهج ثابت ووحد قبائلها المتنافر تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وجعلها شعارًا وعلمًا يرفرف في سماء الجزيرة، ليثبت أركان الدولة، ويجمع الناس على الوحدة وعدم التفرق والتشتت، وجمع شمل القبائل وضبط نظامها، فأرسى قواعد البلاد على خطى ثابتة .
فهذه ملحمة تسرد وتروي جيل بعد جيل ، قصة كفاح الملك عبد العزيز في توحيد البلاد ورفع راية الحق ترفرف في سماء الجزيرة إذان بمرحلة تأسيس قواعد الدولة على الحقيقة وبداية العهد الجديد لترسيخ أركان البلاد.
أستتب الأمن والأمان والاستقرار وكفل لهم أمور معاشهم عن طريق توفير المكان للبدو الرحل، توطين البدو الرحل في المدن والحواضر. فهذه ملحمة تسرد وتروى جيل بعد جيل.
لقد قدم نموذجًا يحتذى به في فن إدارة الدولة، وهو فن اتسم بالحكمة والمنطق والانصات للآخرين، والاستجابة بما يتماشي مع رؤيته وهو ما يعرف الآن بمهارات التواصل الفعال. ولعل النموذج الذي قدمه صقر الجزيزة أضحى مثالًا سار على دربه الحكام الآخرين ، وهو نفس الدرب الذي التزم به أبناء الملك عبد العزيز كل التزم بالمبادئ العامة، التي رسمها الملك المؤسس ثم اتبعها بإضافات تعكس خبراته وسمات شخصيته.
فلذلك أرى أن تطبق في الدول الإسلامية لإخراج الناس من الفتن التي تعيشها، وذلك لاستتباب الأمن والأمان والاستقرار.
أ. مصباح عزيبي
ماجستير في اللغة العربية وآدابها في تخصص الدراسات الا دبية والنقدية
المشاهدات : 63072
التعليقات: 2
مقال جميل جداً يسرد رحلة المؤسس لتوحيد الجزيرة العربية بتوفيق ثم المخلصين شكراً أ. مصباح على جمال مقالاتك الزائغة
معلومات ثرة وأسلوب رائع مترابط
وفقك الله