حين يهيمُ العقلْ في صورِ الخيالِ يعانقُ صورَ الجمالِ في مُخيلتهِ فتتماهى الصورُ وتتجسدُ صورةٌ ذهنيةٌ لا تعترفُ بالزمانِ والمكانِ ..
في صورةِ طفلٍ يبحثُ عن الحنانِ والأمانِ !
كالجبالِ والسماءِ والأرضِ
تسيرُ مع الزمن بروحِ طفلٍ.
تلوحُ لي الصورةُ برمزيةِ الطفلِ الذي يرضعُ من أثداءِ أمهِ، في هيئةِ جبلٍ شامخٍ بالقوةِ والصلابةِ ،
يشيرُ إلى علاقةِ الإنسانِ بالطبيعةِ ومدى تعاملهِ مع الصورِ المحيطةِ في بناءِ شعورٍ زمنيٍ ومكانيٍ.
حينَ يكونُ هذا الإنسانُ قوياً شامخاً كالجبلِ ،تظلُ النفسُ ملازمةً لتلكَ الروحُ الطفوليةِ
العناديةِ التي ترفضُ الفطامَ من الطبيعةِ لحظةَ تجليِ الكونِ.
هكذا تجسدتْ لحظاتُ شعورٍ من ذلكِ الجبلِ الصخريِّ الواقفِ منذُ زمنِ وتشكل طفل.
يشربُ جورَ الأيامِ بكلِ أمانٍ .
لهذا كتبت لحظةَ عناقِ صورةٍ.
تقولوا
بأنكم حجرُ..
فلا واللهِ بل أنتم
خطيئةُ دهرِ من أوزارِ
طفولةِ همسٍ من أقمارٍ
وانفاسٍ بها نحيا
لها في رحلتي أطوارٌ
على أثدائها تدنو
فترضعُ ثورةَ الوجدانِ
وترسمنا هنا أحراراً
تقولوا بأننا حجرٌ
فلا واللهِ بل أنتم
مواجعُ حرقةِ الإبصارِ
و تاريخٌ له أسرار
يخطُ بعالمِ الأسفارِ
تقولوا أننا حجرُةٌ
وفي الذكرى لنا صورٌ
هوتْ من شرفةِ الأقدارِ
على كفِ المدى أحجارُ
فردد أيها المحتارُ
أجبلٌ
أنتَ أم طفلُ
الأدبية أفراح أحمد مؤذنه