يحظى تاريخ المملكة العربية السعودية بعمق تاريخي راسخ أمتد لأكثر من ثلاثة قرون ,بتجربة سياسية فريدة ,وتعود الجذور التاريخية لها منذ نشأة مدينة الدرعية , عندما أسسها مانع المريدي الجد الثاني عشر للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.
إذ كانت اللبنة الأولى لها ,عندما تولى الإمام محمد بن سعود ,مقاليد الحكم في الدرعية ,منتصف عام 1737م ,22فبراير
معلنا بذلك تأسيس الدولة السعودية الأولى ,على أسس من كتاب الله, وسنة
رسوله محمد عليه الصلاة والسلام.
إن هذه الذكرى التاريخية, تحمل معاني عظيمة ,وقيماً راسخة ,وإبرازاً لتاريخ عريق, وحضارة دولة, أرسى دعائمها الإمام محمد بن سعود ,قبل أكثر من ثلاثة قرون من الدرعية, عاصمة الدولة السعودية الأولى،
وقد كانت الدرعية منارة العلم والثقافة والمعرفة , نتيجة النهضة الثقافية التي ازدهرت منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى .
ولقد وفِد إلى الدرعية ,خلال فترة الدولة السعودية الأولى, الكثير من طلبة العلم، وكانوا من طبقات مختلفة ومع مرور الوقت, ازداد عـدد سكان الدرعية ازديادًا كبيرًا، وتوسعت رقعة مساحتها، وأصبحت مقصد طلاب العلم، وقبلة أرباب التجارة،و الباحثين عن الرزق.
ويعتبر يوم 22فبراير ,يوم خالد في تاريخ المملكة ،لمناسبة نتذكر فيها الأمجاد ،ومن بذلوا التضحيات من الأجداد لتأسيس المملكة ،وتخليدًا لذكرى من قدموا أرواحهم وجهودهم ،لتظل الأجيال فخورة بأمجاد ثلاثة قرون
مضت .
اليوم ونحن نحتفي بذكرى ,هذه المناسبة الوطنية العظيمة، التي تحمل معاني جوهرية, تاريخية متنوعة ومرتبطة بأمجاد وبطولات ,وعراقة المملكة العربية السعودية،
فإن الواجب يحتم علينا, أن نستشعر بحس وطني ،كبير، ما بذله الآباء والأجداد المؤسسون ,من تضحيات جسام، وما قدموه من فداء، في سبيل بناء هذا الوطن الكبير ,عبر الحقب التاريخية المتعاقبة، وصولاً إلى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ويحق لنا أن نفخر بتاريخنا وحضارتنا بين الأمم، فوطننا له تاريخ مجيد, عبر قرون من الزمن ,وقصص من البطولات, والملاحم والتكاتف بين القيادة والشعب، وما زالت بلادنا تعيش تقدمًا وحضارة جعلت هذا الوطن في مقدمة دول العالم.
ومنذ تأسيس المملكة العربية السعودية وهي تُعنى بالإسلام وتتخذ من الكتاب والسنة دستوراً لها،
كل عام ووطننا يزخر بالإنجازات والأمن والأمان .