في كل المجالات الأدبية والفنية وفي كافة أمور المجتمع .
عامة وخاصة ،
يوجد ما يسمى بالنقد البناء إيجابيًا وسلبيًا لتوضيح جماليات وتصحيح بعض الجوانب في العمل الفني وغيره .
والذي يحتاجه الجميع ولابد من وجوده فهو به ؛
تنهض الأمم لتسير نحو الطريق السليم ؛
المليء بالتطور والنجاحات التي تجعلهم في الصفوف الأولى دومًا .
ويأتي النقد من باب التقويم والتقييم في جوانب معينة
ومحددة للعمل الفني .
ولأن الإنسان بطبيعته البشرية والإنسانية لا يخلو من الأخطاء ومن النسيان ومن الجهل في مواطن أخرى .
فهو جُبل على هذا الأمر .
مقولة جميلة لسلفادور دالي استوقفتني :
” لا تخف من الكمال فلن تصل إليه أبدًا ”
وهذا يجعلنا ندرك بأنه لا يوجد عمل كامل بدون وجود بعض الأخطاء أو العيوب التي تكون مقبولة ،
ويتغاضى عنها إذا كانت الإيجابية في العمل أكثر منها وإذا عدلت فيما بعد .
لكن متى يكون النقد ؟
ومن هو الناقد المؤهل للنقد ؟
وهل يقال النقد في كل مكان ولكل عمل فني ولأي فنان
ومتى يُسمح للناقد بقول نقده البناء ؟
دعونا نقف قليلًا ؛
ونعي بأن هناك فرق بين النقد والانتقاد ،
وأنه ليس من حق الناقد النقد طالما لم يُطلب منه
من صاحب الشأن .
حتى ولو كان ناقد ومختص ويمتلك علم ومعرفة تؤهله لذلك .
فهو لكي يقول ماعنده لابد بأن يحترم من يقدم له النقد ، ويطلب منه الأذن في نقده سواء سلبًا أو إيجابًا ليصبح حينها النقد ذا قيمة لدى الفنان ولدى الجميع .
هذا متى ؟!
عندما يكون عمل الفنان عمل حر ليس مطالب بتقديمه في مسابقة أو ضمن شروط معينه ومحددة .
فهنا لا يحق لأي أحد تقديم نقد له إلا بطلب منه أو لرغبته وتقبله أن يكون عمله الفني تحت إطار النقد البناء
لتعم المعرفة والفائدة بشكلها الصحيح المقبولة دون المساس بشخصه .
لكن المتواجد والمتعارف عليه
كثيرًا في الحياة وفي الساحة الفنية خاصة هو الانتقاد وليس النقد .
لأن البعض وربما الغالبية يبحثون عن الخطأ الفني والخلل والعيب في الاعمال الفنية وهذا هو المرفوض .
فالانتقاد هو تصيد الأخطاء وليس تصحيحها
ولا يمثل سوى الشعور بالنقص أو الجهل أو خلل ما في أسلوب المنتقد وشخصيته من الداخل بشكل عام .
ومن ثم يؤدي هذا الانتقاد إلى حالة توتر بين المنتقد وصاحب العمل وخلق سوء فهم ونفور فلا المنتقد قدم الفائدة ولا الذي أُنتقد وجدها .
دعوني أطرح عليكم حقيقة ملموسة وهي عندما كنت أريد كتابة مقالي هذا طرحت مجموعة أسئلة برسالة ونشرتها في المجموعات .
وكنت أريد بها فتح باب للنقاش والحوار الفني والأدبي الهادف المثمر ومن ثم استخلص منه الحقيقة التي أدركها تمامًا وأعيد صياغتها بومضة علنّي أوفق بها .
فكانت نتيجة الطرح هو تفاعل جميل مثمر
لكن هناك لكل قاعدة شواذ وشر لا بد منه لا تخلو
بعض الحوارات أو النقاشات من وجود
ثغرة فكرية وفئة لديهم عدم مرونة في تقبل وجهات النظر وتقبل من هم مخالفين لهم .
فيحدث الخلل فيتحول الحوار والنقاش
إلى جدال وحرب كلامية مبطنة بين هؤلاء الفئة بكافة مستوياتهم العلمية والفكرية .
الذي نتج وبني على الانتقاد وليس النقد في طرح وجهات نظرهم وأراهم الشخصية .
ومن ثم يأتي التدخل في أمور لا شأن للمتحاورين في الخوض فيها ؛ والحوار بها أو حتى التطرق لها من باب النقد فترمى بكلمات التجريح والتقليل من شأن الآخرين ويصبح صراع المستويات العلمية والفكرية هو محور النقاش .
وترمى بكلمات تُثير استفزاز المتلقين أولًا ومن ثم تُثير استفزاز المُنتقد والمُنتقِد .
ويصبح الناقد الحقيقي المؤهل مُغيب عن هذا كله ،
بل لا يخوض في حوار يكون به مجادلات مستفزة .
ويختلط بها الحابل من النابل .
ولا غاية لهم سوى الاقتصاص لمواقف شخصية
والايقاع بين المتحاورين في النقاشات العامة .
والجدير بالذكر هو
قوله صلى الله عليه وسلم ” من حُسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ”
ومن باب الأدب والذوق وفن الحوار هو التلطف والتودد في طرح الرأي واحترام وتقدير الجميع .
من جميل ماقاله الإمام الشافعي :
إِذا رُمتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الرَدى
وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَيِّنُ
فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِسانُ بِسَوأَةٍ
فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَلسُنُ
وَعَيناكَ إِن أَبدَت إِلَيكَ مَعائِباً
فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُنُ
وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اِعتَدى
وَدافِع وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ
وأخيرًا وليس أخر من قال علم كل شيء فهو جهل .. الأدب والخلق وحسن المعاملة هي المطلب الأول والأخير في جميع شؤون الحياة العلمية والعملية .
فالادب والذوق فُضل على العلم والمعرفة ،
والخلق وحده يجعل للناقد كلمة مسموعة ؛
يعدل بها ما يجب تعديله وتصحيحه في عالم الفن التشكيلي .
قال رسولنا الكريم صاحب الخلق العظيم : (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق) .
ومدحه الله في كتابة الكريم : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
سئلت عائشة رضي الله عنها مرة عن خلق الرسول – صلى الله عليه وسلم- فقالت: (كان خلقه القرآن)
فمن هو المؤهل للنقد ؟! ومن هو الناقد المؤهل من وجهة نظري ؟: كفنانة تشكيلية وكاتبة وعضوة في مبادرة فكر وفن ونشر تسعى للتطور دومًا وتسعى لإيصال رسالة ذات قيمة لنفسها ولمن حولها تجعلنا نرتقي معًا .
أرى المؤهل للنقد هو المتعلم لفن النقد الصحيح .
والناقد المؤهل هو صاحب الخلق
العادل المنصف الحيادي صاحب الفكر التحليلي والعلم والمعرفة الكافية بالفن التشكيلي بجميع مدارسه الفنيه وجميع الأساليب والتطورات في هذا العالم الذي يهدف للجمال ونشر الجماليات ونشر ثقافة اللون وتنمية مهارة الذوق والحس العالي الجميل وتسليط الضوء على رؤية كل شيء
من حولنا برؤية تأملية نتعبد فيها الله ؛
في تأمل ابداعه في خلقه والطبيعة والكون وفي الإنسان الذي منحه هذه النعمة العظيمه .
” الإبداع يحتاج إلى شجاعه ”
هنرى ماتيس
النقد يحتاج إلى علم وخلق
ماجدة الشريف
سلمت يديك مبدعه بكل ماتعنيه الكلمه وفعلا الإبداع يحتاج إلى شجاعه الشجاعه لتحمل النقد والنقد يحتاج إلى علم واخلاق 👍
سلمت يديك مبدعه بكل ماتعنيه الكلمه وفعلا الإبداع يحتاج إلى شجاعه الشجاعه لتحمل النقد والنقد يحتاج إلى علم واخلاق 👍
تبارك الرحمن وايد جميل االله يوفقج قلبي 🌺❤️
جميل جدا 👏🏻
كتابة التعليق
شكرااا لك لهذا الطرح الجميل 💐🙏
يعطيك العافيه
استاذة ماجدة على
الطرحوالشرح 👍
من أروع ما قرأت 🤍
كلام سليم فعلا واتمنى من الجميع العمل به
قلم نقي يكتب التجربة بدثار من الوعي والإدراك … بوركتي ماجدة وبقلمك نستلهم الفن والذوق …
فعلا …فرق كبير بين النقد والأنتقاد
سلمت اناملك ماجدة مقال
معبر عن الحال .