الجمعة, 20 جمادى الأول 1446 هجريا, 22 نوفمبر 2024 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 20 جمادى الأول 1446هـ

الفجر
05:21 ص
الشروق
06:43 ص
الظهر
12:08 م
العصر
03:12 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م

الموجز الأخبار ي »»

غرفة مكة تستقبل +1000 زائر بختام منتدى مكة لريادة الأعمال 2024

مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يقيم ملتقى التسامح بالحدود الشمالية

هيئة الأمر بالمعروف بمنطقة عسير تفعّل المصلى المتنقل بواجهة عسير البحرية مع انطلاق شتاء المنطقة

“فضاء الكتاب الصغار” نجاح اللقاء الثقافي للأطفال في مقهى ديسكفري

جمعية «صواب» تُخرج «101» متعافياً من الإدمان بجازان

جمعية “كيان” تفعل يوم الطفل العالمي بالتعاون مع فريق “كلنا بركة “التطوعي بفعالية هادفة

سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة

الفيصل : يترأس اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد اللجان الأولمبية العربية

“سعي تعلن إطلاق النسخة الثانية من ملتقى مهنتي في ديسمبر المقبل”

فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة “الموظف الصغير” احتفالاً بيوم الطفل العالمي

انطلاق معرض حرس الحدود التوعوي “وطن بلا مخالف” في منطقة الحدود الشمالية

شهد المعرض اقبالاً واسعاً.. جمعية «اتزان» تفعل يوم الطفل العالمي بجازان

المشاهدات : 84242
التعليقات: 0

محمد الرميلي…. دمعة على جبين التعليم

محمد الرميلي…. دمعة على جبين التعليم
https://www.alshaamal.com/?p=252699

التحقتُ بالصف الأول الابتدائي في العام ١٣٩٠/١٣٨٩هـ، مَرَّ يومان أو ثلاثة على بدء الدراسة، توقفتُ عن الذهاب، كلُّ شيء في بيتنا الصغير كان مغريًا، ظِلُّ عُشَّتنا والعصافيرُ في فناءِ دارنا، اجتماعُ نساءِ الحيِّ تحت الظلال، وأعظمُ من ذلك وجهُ أمي وحنانها ودلالها، دعتْني أمي للذهابِ إلى المدرسة فامتنعتُ ورفضتُ في إباءٍ وتحججتُ بأني لا أريد مفارقتها ولا مبارحةَ المكان الذي هي فيه، حاولتْ ثم حاولتْ وأنا أصرُّ على عدمِ الذهابِ إلى المدرسة، تغيَّرَتْ وانقلبَ وجهُها الصبوحُ إلى وجهٍ غاضب، أمسكتْ بيدي بشدةٍ وجرَّتني جرًّا وسطَ الأزقةِ وبين أسوارِ جذوعِ الشجر ، اقتربنا أكثرَ من المدرسةِ القديمةِ المكونةِ من عُشَّةِ الإدارة والعُرُشِ المخصصةِ للفصول، كان التلاميذُ ينتظمون أمامَ المدرسةِ في منظرٍ بديعٍ وهم يؤدون تمارين الصباح، قالت لي هل أنتَ مصممٌ الآن على تركِ المدرسة؟ رفعتُ رأسي بالإيجاب، التفتتْ حولها ثم استلَّتْ جزءًا من ريحانةٍ عتيقةٍ يابسةٍ ورفعته تريد ضربي ولكنَّ أستاذي في الصف الأول الابتدائي محمد علي الرميلي كان مقبلًا يمتطي حمارًا قصيرًا فشاهد الموقفَ ونزلَ بسرعةٍ واتجه نحونا وأمسك بي بكلِّ حنوٍّ ومعي حقيبتي وأدخلني معه المدرسة، وأمامَ الفصلِ سألني وهو يبتسمُ ابتسامةً لاتزال ساكنةً في عيني إلى الآن مابك؟ لم أجبه؛ ثم احتضنني وقبَّلني وأعطاني قطعةً من النقودِ وأدخلني الفصلَ فسكنت نفسي واطمأنتْ ودخلتِ البهجةُ في قلبي للتعليم وانطلقتُ في فضاءٍ رحبٍ حتى بلغتُ كثيرًا من درجاته، وبعد عقدين من الزمن تزاملنا معلميْن في مدرسةٍ واحدةٍ هي مدرسةُ الواصلي الابتدائية وكان يمازحني بين فترةً وأخرى ويضحك في وجهي ويقول : هل لاتزالُ تتذكرُ جذعَ الريحانةِ اليابسة؟ فأضحكُ ويضحكُ معي وكلُّ واحدٍ يدخلُ فصله ، ولم تتوقف صفحاتُ الوفاءِ والحبِّ بيني وبينه فذهبتُ إليه مساءَ يومٍ وطلبتُ منه أن يَحضرَ حفلَ تقاعدي المبكر في مسرحِ التعليم بجازان، جاءَ ومعه هديةٌ بهذه المناسبة، فطلبتُ منه الصعودَ على المسرح وقبَّلتُ رأسَه أمام حشدِ الحاضرين وبلغتْ صورتي معه وصورته معي مبلغًا عظيمًا في مشهدٍ لايمحى ولايزول، ولأن القُبلاتِ والدموعَ قد تكونُ للفرحِ واللحظاتِ الماتعة فإنها أيضًا للحظاتِ الوداعِ والفراقِ والأحزان.
رحلَ عن دنيانا أستاذي وأستاذُ الأجيالِ المربي الرمزُ محمد علي الرميلي أحدُ رواد التعليم بمنطقة جازان مساءَ الأربعاء ٢٥من شعبان ١٤٤٥هـ بعد رحلةٍ تربويةٍ عظيمةٍ جمعتِ التعليمَ والحبَّ والصدقَ والصفاء، إنها الحياةُ نبدأها بقبلاتٍ حرَّى في مشوارِ الحياةِ ونختمها بقبلاتٍ أشد حرارةً على مَن نفارقهم ، محمد الرميلي جديرٌ بأن نطبعَ على أثره وهو يغادرنا قبلاتٍ ودمعاتٍ تليقُ بذكراه الطيبة.

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>