الأحد, 13 ذو القعدة 1446 هجريا, 11 مايو 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الأحد, 13 ذو القعدة 1446هـ

الفجر
04:14 ص
الشروق
05:40 ص
الظهر
12:18 م
العصر
03:44 م
المغرب
06:56 م
العشاء
08:26 م
عاجل :

تطبيق «توكلنا» يُطلق خدمة استعراض تصاريح الحج 1446هـ بالتكامل مع منصة «تصريح»

عام

صغارًا في المطر

صغارًا في المطر
https://www.alshaamal.com/?p=268215
تم النشر في: 15 أغسطس، 2024 2:55 م                                    
25769
0
بقلم الكاتب | محمد الرياني
صحيفة الشمال
بقلم الكاتب | محمد الرياني

صغارًا وكبارًا نحبُّ السماء ، تأسرنا زرقتُها الطاهرة ، نثني رؤوسنا للخلف كي نرى صفاءها أكثر ، قلتُ لها بعيدًا عن الصغار الذي ينظرون إلى السماء : دعينا ننظر إلى السماء أكثر كي نسلبَ من بهائها لونًا لعينينا ، ضحكتْ ببراءة ، قالت لي: إن أمي قد وضعتْ لي الكحلَ في عيني وأنا صغيرة كي تشبه الليلَ وليس الزرقة ، نظرتُ في عينيها فإذا هي أجمل ، لم نغب عن السماءِ وبقينا ننظر إلى السحابِ الذي بدأ يغطي زرقتَها ، اقتربَ الليلُ واسودَّ الفضاءُ قبل أن يحين الليل ، هطلَ المطر ، فتحتْ فاها كيْ تذوقَ القطراتِ الباردةَ القادمةَ من بعيد ، سألتُها : ماطعمُ المطر؟
أغمضتْ عينيها من شدَّةِ الفرح وهي تتلذذُ ماءَ السحاب ، مضى الليلُ والماءُ ينهمرُ ولم أستلذَّ بطعمِ المطرِ بعد ، فتحتُ فمي في الصباح لأذوقَ حلاوةَ الماءِ مع الصباحِ الذي لم يرَ الشمس ، جاءت نحوي تركضُ لتسبقني وتطعمَ القطرَ البارد ، قلتُ لها : ما أجملَ المطر حين يسقط في فمي قبل الأرض ! قالت غلبْتَني هذه المرة ، جلسنا نتنفس أنفاسَ الصباحِ الذي ارتدى لونَ السحاب ، غمرنا قدمينا في النهر الذي جاء من السماءِ كي تستقرَّ في أعيننا البهجة ، نظرتُ في عينيها وقد تكحلتْ بماء المطر ، ازدادتْ جمالًا على جمال ، نظرتْ في عيني وحولها بعضُ القَطْرِ الذي رفضَ أن يغادر وجنتي ، اتجهنا إلى الأزقةِ الباردةِ بقدمين حافيتين ، جلسنا بين الماءِ الذي أغرقَ التراب ، عاد المطر من جديد ، كتبنا فرَحَنا على الماءِ ونحن لانرى حروف الكتابة ، قالت : كم نحن مجانين ! هل يمكن أن نرى كتابتنا على الماء ، ابتسمتُ لها وقد غرقتْ ملابسنا ، هربنا نحو الدفء وقد شبعنا من المرح ، وقفنا عند شباكِ الغرفةِ لنرتوي من القطرات الهاربةِ نحوَ الغرفةِ مثلنا ، نظرنا إلى الزرقةِ القادمةِ من بعدِ المطر ، قلتُ لها : أحبُّ المطر ، سكتُّ ثم قلتُ لها : أحبكِ قبل المطر، كنتُ أرتجفُ من البرد ، اقتربتْ مني أكثر، ضمَّتني وهي ترتجفُ مثلي ، قلتُ لها : لقد عدنا صغارًا نلهو بالمطر ، احمرَّتْ وجنتاها من الخجل ، قالت : قل : لقد أصبحنا كبارًا يغسلنا المطر .

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>