لفت ناظري منظر فراشةً تنتقل من زهرةً لأخرى أصبتُ بالدهشة من براعة انتقائها وتمييزها للون ورائحةً تلك الأزهار تذكرت علاقاتنا نحن البشر تستحق أن نُحسن الاختيار فيها ونتمهل أيضاً لأن العلاقات تتسم بالعدوى أما ان تكون نوراً يضيء لنا الطريق أو ظلاماً نتوه فيه عن الصواب.
لم نكُن نملكُ الانتقاء والخيار في العلاقات والصداقات ونتحكم في مدة بقائهم بعض العلاقات نستخدم فيها العقل ونبحث عن العقلانية وتسودها الصرامة ويقابل ذلك قلوبنا تتخذ العاطفة مُنحنى أخر لها تتكرر المواقف والتجارب وتختلف ردود الأفعال أيضاً.
تبقى العلاقات التي تحكُمها العقلانية أفضل بكثير من التي تخللتها مشاعر العاطفة فالعقل عادلاً أمّا العاطفة تفتقر احياناً للعدل ويغلبها الشفقة والحنان والحب.
هناك علاقة تختلف تفاصيلها لو مررت بها وعشتها ستخرج منها بتجربة ودروس تجعل منك شخصيّة حذّرة وأكثر حكمة في صداقاتك وعلاقاتك القادمة.
هناك علاقة مُختلفة فيها كثير من الخفايا تتطلب الصدق والتفهم والوفاء والتضحية والتغافل والتجاهل لبعض تصرفاتنا لا يصح فيها التدقيق والعتاب والزعل والهجر لأسباب أحياناً لا صحة لها إنما تكون من باب الخوف من النسيان والبُعد وأقرب للوهم وهدم لصداقات حقيقية من المحتمل عدم بنائها مرةً أخرى.
عندما نتحدث عن الصداقة في زمنّ يصعب فيه تكوين صداقةً حقيقيه لا يشوبها الكذب والمصلحة.
هناك من عاش أجمل لحظات الفرح وأنبل معانيّ الإخاء على أعتاب الصداقة وكانت العائلة الثانية التي أختارها بمحض إرادته.
بعض الأصدقاء كانت تزهر بهم القلوب وتغدو كأنها بساطاً من ربيع.
الصداقة الحقيقية كصحة الإنسان
لا يشعر بها إلا بعد فقدها.
الصديق من يقف بجانبك بينما
يرحل العالم كله عنك.
الصديق هو الذي لا يعتبرك شخصاً عابراً قابله ورحل.
الصديق هو الوجه الجميل للحياة الذي يجعلك مبتسماً ممتلئ بالبهجة متفائل
يهون عليك ما أثقلتك به بالحياة.
هو السند والعون واليد الحانية
ومن يقبلك كما أنت.
الصديق الحقيقي هو من وجدتهُ وقت الألم
الصديق الحقيقي من مسح دمعة حزننا.
الصديق الحقيقي من دعمك بالوقت الذي تخلى عنك الجميع فيه وأصابك العجز والتقدم إلى الأمام.
الصديق الحقيقي من لا يستغل العفو والتسامح ويقلل من تقديرنا بحجة سماحة قلوبنا ومحبتنا له ومغفرة زلاتهم وغض الطرف عن بعض الأفعال نحن نرى، ولكن نتغافل ونتجاهل ونعطي الفرص حتى تنفذ وبعدها نرحّل دون عودة.
الصديق الحقيقي يتميز بالإيثار على النفس وصدق أمانيهم نراها في أعينهم ونسمعها في دعواتهم لنا من يكون بجانبنا في السراء والضراء لن يتخلى.
الصديق الحقيقي من يبرر لنا أفعاله قبل طلب تبريراً لما حصل منه لا لشيء
وإنما حتى لا يدخل صداقتهم شك أو ريب او سوء فهم.
الصديق الذي يطمئنّ قلوبنا لا يقف على أخطائنا ويطيل النظر فيها.
من أغلق الأبواب دون النظر والأصغاء لنا
لن نعود لطرق تلك الأبواب التي لم يعد لنا الحق في طرقها أو دخولها مرةً أخرى.
العلاقات والصداقات التي يتمسك بها ويحافظ عليها طرف واحد ويتنازل فيها مرهقه ولا تستحق ذلك العناء بل الراحة في تركها والبحث عن الأجمل والأوفى والأنقى.
هناك صداقات خُذلنا فيها ولم تستمر ليس بعيب بنا وإنما لم يعد هناك ثقة متبادلة وشعور يربطنا بهم حين تُكشف الأقنعة ويتضح زيف الصداقة هنا يفضل الابتعاد لحفظ ما تبقى من الود وإلا سيترك كلنا منا آثر وجرح عميق وتتحول المحبة والصداقة إلى بغضاء وعدوانيه وبعضها يقابلها الانتقام.
العلاقة والصداقة السليمة هي التي تعيدك دائماً إلى نفسك فتأنسُ بها ويعم الاستقرار والهدوء بعالمك لذلك أي علاقة تجعلك غريباً عن نفسك مضطرباً شاكاً بقراراتك وذاتك وقيمتك فهي علاقة وصداقه
مشبوهة وغير سليمة.
العلاقة الحقيقية هي التي تبني بداخلك السلام وتجعل منك فرداً محباً لنفسه أكثر فمن يجلب الحزن لك لا تحارب من أجله ابداً .
الجميع واجه أنماط مختلفة من البشر في العلاقات والصداقات، حتى لو اختلفت مسمياتها إلا أنها تستحق منا الصدق والوضوح والتعامل بالأخلاق الحسنة والابتعاد دون ضرر لنا أو لهم.