كثيرًا ما يخلط الناس بين مفهومي العزلة والوحدة. وفي الحقيقة، أن لكل منهما معنى ومشاعر ونتائج مختلفة تمامًا.
العزلة تكون اختيارية، برغبة من المرء في الانفراد بنفسه بعيدًا عن الناس، لكي يكون أكثر تعمقًا في فهم ذاته والاستمتاع بما يحب من هوايات أو تأملات في هدوء، دون أي مؤثرات تشوش عليه الاتصال بروحه. وهي تقوي الإنسان وتعلمه الاستغناء وعدم التعلق بشيء سوى بالله، وتصفي ذهنه. لذلك، كما جاء في سيرة بعض الأنبياء والصالحين والناجحين على مرّ التاريخ، أنهم كانوا يمرون بفترات من العزلة بعيدًا عن البشر، ولله سبحانه حكمة في ذلك.
العزلة لا تعني أن تنبذ البشر وتقطع التواصل معهم تمامًا، ولكنّها تجعل المرء يستأنس بنفسه ويمتلئ بها حد السكينة والاطمئنان.
أما الوحدة، فهي شعور موحش بالفراغ ينزعج منه صاحبه؛ لأنه لم يختره. وأحد أسبابه هو سوء التواصل مع الذات ومع الآخرين، حيث يكون المرء مضطربًا، لا يشعر بالرضا ولا بالاستقرار؛ لأنه يهرب من الوحشة التي في داخله.
ومن أجمل ما قرأت في اختلاف المعنى بين العزلة والوحدة: “أن الوحدة فقر النفس، أما العزلة فهي ثراؤها”.
فاطمة الحربي
الدوادمي
1446/6/23