أخذ العبرة والعظة من القرآن الكريم حكمة الأولين و ميثاق النبيين و نبراس الحق و ضالة المؤمنين فهي خلاصة العلم و نوره يهبها الله لذي الحظ العظيم.
و كممن يؤت الحكمة فقد أوت خيراً كثير فإن حمل الإمانات تشريف و توفيق على من أداها على حقها و قد أوكلت لأب البشر و توراثتها ذريته من بعدها.
فموسى عليه السلام ناشد الله أن يجعل له وزير من إهله يخفف عليه ثقلها ويعينه على أدائها على وجه وجوبها،فجعل أخاه هارون وزيراً له ، ليس لأنه أخاه بل لأنه كريم الخلق، وفصيح اللسان وقويّ وكفىءٌ بتحمُّل المسؤولية، ومتتدحه بصفات(الخلق ،والصدق ، والأمانه )وأنه خَيْر مُعين بعد الله ؛ وقال تعالى: “وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي!!
[طه:32-29]و من حكم القرآن الكريم في صفة الملك وإدارة الحكم قول الحق”قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ “، وخير الهدى هدى سيدنا محمّد، بالأسلام في إدارة شؤون الحياة البشرية والكونية شاملةً ، والله عز وجل ، له حكمة بذلك يعلم أنَّ أخاه هارون لديه قدرة على صدق أخيه له!! ، وجعله شريكا له في المهمة الربانية التي كُلَّف بها موسى!!.
“وزكريا يخاطب ربه أن يهيِّئ له من يرثه من بعده؛ وذلك لاستمرارية النهج الصالح في الحياة، الذي يحفظ ديمومة مسيرة الحكم كالبناء المرصوص من المخاطر !! فقال تعالى على لسان نبيه زكريا: “وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا”(مريم:6-5)استجاب له ربه ورزقه الابن الذي يتحمل مسؤولية الأمة من بعد أبيه، سبحان الله لم يُعطِ الحكم المطلق لكل السُّلالة النبوية، وقال تعالى في قصةٌ آخر من القرآن:”وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ” (البقرة:124).
إذاً نستنتج !! من هذي القصتين حكمة أن اختيار ، ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله وفقه الله وسدد خطاه لما يتمتع به من حنكة وكفاءة ودراية تخطيطية أهَّلته لنيل هذه الثقة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله -, متمنيا لسموه مزيداً من العون والتوفيق لإكمال مسيرة البناء والتنمية، داعياً الله تعالى عز وجل أن يعينه على حمل الأمانة ورعاية مصالح الأمة على هدي من الكتاب والسنة وأن يساعده على رؤية تنمية هذه الدولة وتطويرها وأن يسخر له الرجال الصالحين .والموعظة والسلوك الحسن ، والقدرة على تحمل أمانة الأمة ومن بديهيات الحكم والقيادة الصالحة فإنت أهلاً لها !! واختتم بشكر الله على ما منَّ عليه من مننٍ عظيمة على هذه البلاد, داعياً أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما فيه خير للبلاد والعباد وأن يسدد خطاهم ويعينهم على حمل هذه الأمانة العظيمة، وأن ينصر قواتنا المرابط على حدودنا ، ولكم من هذا الشعب الكريم ياسيدي لعهد والولاء ولوفاء ،، ،، ،،
بقلم : فارس بن عجل