إحالتي هو عبارة عن نظام إلكتروني يتم فيه المرضى الذين لا يجدون أسرة شاغرة في المستشفيات الحكومية إلى المستشفيات الخاصة ، بعد التنسيق معها على أن تتكفل وزارة الصحة بدفع جميع التكاليف ، مع استمرار المتابعة اليومية لإستعادة المريض إلى المستشفيات الحكومية بالمنطقة في حال توفر سرير شاغر ، وهو ما لا يتوفر في الغالب.!!
ليبقى المريض في المستشفيات الخاصة بعد أن تحدد الفترة المتوقع بقاءه فيها من قبل وزارة الصحة وتكون قابله للتمديد ، وهنا تبدأ الإشكالية حيث يُستقبل المريض في بعض المستشفيات الخاصة ويتم التعامل معه على أنه فرصة سانحة للربح و صيدة سهلة ليبدأ مشوار استغلاله واستغلال وزارة الصحة مادياً ، حيث تطلب له جميع الفحوصات والإجراءات الطبية الضرورية وغير الضرورية بدون أي إنتقائية بل بطريقة تحديد الكل ، وسواء كان في وحدة العناية المركزة أم وحدات التنويم العادية فلا ينفكون يمرون عليه ليلاً ونهاراً لسحب العينات ، وإذا ما انخفضت نسبة دمه فليست مشكلة فسيتم إسعافه بنقل أكياس دم جديدة ..!!
كل ذلك للتأكد من بقاءه حيا ً وللتاكد من ارتفاع المداخيل والأرباح فالحاسبة تحسب وتضيف كل صغيرة و كبيرة ، وإذا شاء الله وتحسنت حالة المريض فلن يتم إخبار أقرباءه بل ستبدأ محاولات تأخيره – على الأقل- لحين انتهاء الفترة المتوقعة لبقاءه والمحددة سابقاً من قبل وزارة الصحة ، كيف لا وتكلفة التنويم قد تصل إلى ٥٠٠٠ ريال في اليوم الواحد وتزيد في بعض الأحيان ، وكل من أعرفهم – وبعد طول انتظار- أخرجوا أقربائهم على مسئوليتهم الشخصية بالرغم من تحذيرات الأطباء في تلك المستشفيات الخاصة الا أن أحدًا من مرضاهم – ولله الحمد – لم يمت أو تنتكس حالته الصحية..!!
في الأخير كل ما نتمناه من أصحاب القرار الاهتمام بتطوير آلية المتابعة في نظام إحالتي وابتكار حلول أكثر صرامة وجدية في المراقبة ولعلنا بذلك نقفل باباً من أبواب الهدر المالي في وزارة الصحة ، ونوفر على المبتلين من خلق الله بتقليل فترات ابقائهم منومين دونما حاجة لذلك.!!