جلستُ مع نفسي كثيرًا لكي أختار عنوانًا لهذا المقال, إلاّ أنني عجزت عن الاختيار, فكيف لكلماتي أن تصف أعظم قلب وأقربه للإنسان -بعد الله ورسوله الأمين-, وأسميته “الأمّ” لأن قدرها عالٍ, تعطي الجميع دون أن تنتظر أي مقابل، وهي الأمن والأمان، لذا أعطى الله سبحانه وتعالى الأم مكانةً عظيمة وأمر بطاعتها والإحسان إليها وبرها، إذ قال تعالى في فضل الوالدين: ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ).
والأم مربية صابرة عادلة, فهي تبني أجيالاً لغد مشرق, وتساعد على عمارة المجتمع لأنها تعطي أطفالها التعليم الأولي, فتعلمهم الأخلاق الحسنة وتعطي لبناتها الأولية, ففضلها كبير ومكانتها عظيمة, فالجنة تحت أقدامهنّ, ولا نغفل دور الأب فهو الأساس ولا شك فيه, لكن محور حديثي هو الأم, بمناسبة يوم الأم.
يؤسفني كثيرًا مما نسمع ونشاهد عمن يتخلى عمن أنجبته وربته وعلمته..! فأقول لمثل هؤلاء: اسأل المحرومَ وستجد الإجابة الوافية, نعم إن الأم حياة لمن كان حيًا في هذه الدنيا, لأن الذين فقدوا أمهاتهم يصفون الحياة الآن بلا حياة, لأن الأم حنان وأمان, وعطاء دائم بلا حرمان.
وفي الختام.. أسأل الله رب العرش الكريم أن يحفظ أمهاتنا وأمهات المسلمين, وأن يرحم من فارقت الديار وصاروا إلى الآخرة, اللهمّ يمّن كتابهم, ويسّر حسابهم, وأدخلهم الجنة مع الأبرار وحسن أولئك رفيقا.