يقال لكل مقام مقال، ولكن عندما يتكرر هذا المقال في كل مقام، وتتشابه الأمور وتتساوى الأحداث، وكلٌ يرى حسب تقديره؛ فليس لك غير المراقبة والترقب، خوفاً من أن تحسب على هذه الفئة أو تلك؛ وفي كلتا الحالتين أنت متهم وتغرد خارج السرب، وكل طرف ينعتك بما يشاء، ويستبيح خصوصيتك؛ بل ويصل بالبعض إلى تحديد مكانتك عند ربِّ العالمين؛ فأنت في جنة هؤلاء أو نار أولئك.
كل هذا من أجل رأي قلته أو كلمة عابرة في أمر من أمور الدنيا قد لا يستحق في أوقات كثيرة كل هذه الجلبة والخصام والتنابز بالألقاب.
المأخذ بأنّ كل طبقات المجتمع تضيق صدورها بهكذا حديث، وكلٌ يريد أن يثبت صحة مقاله وصدق حديثه ويستشهد بالبعيد والقريب والكذب! وكل ما وقعت عليه عيناه كل هذا ليقول أنت تكذب وأنا الوحيد المحق، وهذا ليس رأيا وإنما حقيقة عليك أن تقبلها كما هي دون سؤال أو نقاش.
مشاهد الاختلاف وتعدد الآراء كأسعار (البورصةِ) صعودا وهبوطا. الملفت دائما بأنّ الجدل والضجيج يأتي مع أعمال فئة معينة؛ وكأن هؤلاء قدرنا السنوي، ومحور حديثنا، وأكبر همومنا الحالية والمستقبلية؛ بسبب ما يقدمون من صور لا تليق بنا، وقد تؤثر على الاقتصاد والأدب وأسعار البترول، وقل ما شئت فستجد من يقول لك صدقت صدقت!!!!
هل نحن مجتمع ملائكي لا نخطئ؟ ألسنا كأي مجتمع فينا المصيب والمخطئ.. فينا صفات الخير والشر؟ ماذا تريدون من عمل إعلامي يحاكي الواقع هل يصور لكم المدينة الفاضلة أم ينقل لكم مشاهداته اليومية وأحوال المجتمع الذي يعيش كل تفاصيله بكل ما فيها من تناقضات قد تسر البعض وتغضب آخرين؟!.
من يتغنى ويدندن ويردد نحن غير. عليه أن يراجع نفسه ويؤمن بأن طبيعة البشر واحدة في كل زمان ومكان، وإن لم تقتنع وهذا يعود لك فعليك بزيارة المحاكم وأقسام الشرطة أو الخروج إلى الناس ومخالطتهم بعين فاحصة لتعلم بأننا نعيش ككل البشر فينا خير كثير ولدينا من الشر الكثير.
وهذه ليست سمة والأخرى كذلك بل فطرة الخالق، نحن لا نعيش في الجنة؛ هذه دنيا يختلط فيها الخطأ والصواب وعلينا أن نقبل ونتقبل الجميع كما هم وليس كما نريد ونتمنى.
إن وافقت توجهه فهي عين الصواب وأن عارضته فسيسمعك تلك الخطبة العصماء في الأخلاق والقيم وثقافة الشعوب، وكيف لك ولنا ولماذا ومن أين ثم كيف لأمثالكم الحديث.
متى نقبل الرأي الآخر دون تصنيفه أو الانتقاص منه أو إخراجه من وطنيته وانتمائه لمجرد رأى قد يعود عنه يوما وأنت بالمثل.
الأفكار دائما تطرح للنقاش وليس بالضرورة أن تكون صحيحة أو مقنعة للجميع.
ومضة:
ستمضيَ سنة الحياة لن تجد شيئا يقف في مكانه دون حراك.
alahmed12345as@gmail.com