ذاك قمره قد أفل وأزف و نمحق و كان كالعرجون القديم ، وستشرق أنوار شهر الرحمة و الغفران رمضان ، ووجب علينا تطهير القلوب و عسفها حتى تتوب ، ونذكركم بقضاء رمضان وإتمامه قبل الشروع بالصيام والقيام مع إمامه . شعبان مدرسة التذكير و رمضان قاعة الإختبار و التحرير ، لايسعني إلا أن أهنئ المقبولين في رمضان السابق …! وهم لا يعلمون ، و أحض المتسابقين لرمضان القادم بالإجتهاد فأوله لم يبدأ و آخره لم يختم .
بإذن الله سنتعاظم حق رمضان في قلوبنا ، و سنتدارك ما فات من أخطاء .
و خاصةً الإسراف و اللهو المفرط ، هجر القرآن في شهر القرآن ، فالملهيات كثيرة و المغريات عظيمة ، عودوا أبنائكم الصيام لله و ليس للمخلوق ، و أخبروهم أن الصيام لله فقط فلارقيب عليهم إلا أنفسهم ، كي يعطوا النية حقها و يعرفوا أن الدين لله ولا يخفى على الله خافية .
بهذه السياسة الراشدة يتضح للجيل الجديد القادم أن الله له في قلوب المؤمنين محبة لاتوصف باتباع منهجه ولو كان قاسياً على النفس ، و أنه لا لأحد فضل ولامنة في العبادة فالرياء يسخط العمل و يفسده و النفاق يمحق البركة و يزل بالقدم الى نار جهنم ، بهذه المدرسة الرمضانية تسير حال المسلم الى إصلاح نفسه و ذويه و تيسر له بركة العمر و العمل . إن العوائق في كثرة المكاره على نفس المؤمن هي ماجعل للجنة هيبتها و كبريائها فقد حفت النار بالشهوات و حفت الجنة بالمكاره .
تقبل الله صيامكم إذا شع في الأفق وبان هلال شهر رمضان وننتظر هذا الحبيب الغائب و الزائر بعد “شعبان”
كتبه
لافي هليل الرويلي
المشاهدات : 60559
التعليقات: 0