بين الدكتور عبد الله بن احمد المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد أهمية زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير إلى جمهورية كوريا الجنوبية لما تشهده العلاقات بين البلدين من توسع في آفاق التعاون لتشمل عدداً من مجالات متنوعة بما فيها الطاقة المتجددة والطاقة النووية والبنية التحتية الذكية والصناعة العسكرية وتقنية المعلومات والاتصالات والرعاية الصحية.
ويأتي ذلك مع مسيرة تحقيق «رؤية المملكة 2030» وما تشهده المملكة من تغيرات ،
وتأتي هذه الزيارة من أجل توسيع التعاون الثنائي بين البلدين ، ويدون خارطة اقتصادية أساسها رؤية واضحة “رؤية المملكة 2030″، والتي تعد أحد العوامل الاقتصادية التي تطمح لها كوريا الجنوبية لتكون شريكة في هذه الرؤية ، حيث استضافت وفد المملكة المشارك في منتدى أعمال الرؤية السعودية – الكورية الجنوبية 2030 في العاصمة سيئول عام 2017م ، بحضور أكثر من 110 شركات من الجانبين، وعدد من المسؤولين الحكوميين في البلدين، لتكشف عن 40 مبادرة تسعى الدولتان لتحقيقها بمشاركة فعالة من القطاع الخاص.
وأوضح حينها وزير التجارة والصناعة والطاقة رئيس الجانب الكوري الجنوبي في اللقاء “سونج يون” أن التعاون السعودي – الكوري الجنوبي لـ “رؤية 2030” سيوفر فرصاً متكافئة للإسراع بالتنوع الصناعي في المملكة من خلال تبادل التكنولوجيا الكورية والخبرة وتوفير فرص عمل جديدة للبلدين.
وكما قال سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى المملكة “جو بيونج ووك” في تصريحات صحافية 2018م بأن: “رؤية المملكة 2030 تعطي فرصة جيدة لكوريا الجنوبية للارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين، حيث تملك كوريا التكنولوجيا المتقدمة والخبرات المتوافرة، بالإضافة إلى خبرة متراكمة في التعاون مع المملكة ، ولذلك أعتقد أن كوريا ستكون أفضل شريك للمملكة لتحقيق الرؤية 2030”.
قامت العلاقات الدبلوماسية بين كوريا والمملكة في عام 1962، وأصبحت الدولتان شريكين تعاونيين أساسيين مع بعضهما.
وحيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 24.8 مليار دولار أمريكي في العام 2017 ، وتعد كوريا خامس أكبر شريك تجاري للمملكة وتعد المملكة تاسع أكبر شريك تجاري لكوريا.
وفي الماضي، ارتكز التعاون بين البلدين على مجالات محددة مثل: الطاقة والبنية التحتية، ولكن الآن ، تشهد العلاقات الثنائية الوطيدة توسعاً في آفاق التعاون لتشمل عدداً من المجالات المتنوعة بما فيها الرعاية الصحية والطاقة المتجددة والطاقة النووية والبنية التحتية الذكية والصناعة العسكرية وتقنية المعلومات والاتصالات.
ويدل توطيد العلاقات التعاونية بين البلدين على المستقبل المشرق في العلاقات بين البلدين.
ويذكر أن نحو 100 شركة كورية تشارك في المشروعات المتنوعة لتشمل مشروع مترو الرياض باستثمارات يبلغ حجمها نحو 4 مليارات دولار.
رؤية 2030 تعطي فرصة جيدة لكوريا للارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين، و تمتلك كوريا الجنوبية التكنولوجيا المتقدمة والخبرات المتوافرة ، وبالإضافة إلى خبرة متراكمة في التعاون مع المملكة ولذلك ستكون كوريا أفضل شريك للمملكة لتحقيق الرؤية 2030.
وقد انطلقت لجنة الرؤية 2030 الكورية السعودية في سيئول العاصمة الكورية في أكتوبر 2017 م كما أن البلدين وافقا على تنفيذ 39 مشروعاً تعاونياً في المجالات الخمسة التالية، وهي (1) التصنيع والطاقة (2) البنية التحتية الذكية والرقمية، (3) بناء القدرات (4) الرعاية الصحية والطب (5) المشاريع الصغيرة والمتوسطة والاستثمار.
كان التعاون بين البلدين في مجال الطاقة يقتصر على استيراد النفط من المملكة ومشاركة كوريا في مشاريع البنية التحتية للطاقة. وأعتقد أن التعاون بين البلدين سيشهد طفرة كبيرة لآفاق أرحب من خلال مشاركة كوريا في تنفيذ سياسات تنويع مصادر الطاقة مثل: الطاقة المتجددة والطاقة النووية والتي تنفذها المملكة في ظل رؤية 2030.
وبالأخص، إن البلدين يشاركان في تصميم مفاعل الوحدات الصغيرة المدمجة (سمارت) وبرامج تدريبية للتنمية البشرية المتخصصة في الطاقة النووية. وفي إطار ذلك، يشارك 48 مهندسا سعوديا متخصصا في الطاقة النووية في التدريب التعليمي في كوريا.
و تعتبر كوريا الدولة الوحيدة التي نجحت في بناء محطة براكة النووية بدولة الإمارات العربية المتحدة في بيئة صحراوية مثل السعودية. وبالتالي أصبحت تمتلك الخبرات المتوافرة والتكنولوجيا المتقدمة في بناء المحطات النووية. ولذا أعتقد أن كوريا هي أفضل شريك للمملكة في بناء المحطات النووية.
وفي التعاون الثنائي في مجال التعليم ، يجري البلدان سنوياً برنامج التبادل للشباب منذ عام 2010 لتعزيز التفاهم بين الشباب الكوريين والسعوديين. ومنذ عام 2011، نال حوالي 700 مبتعث سعودي تعليما عاليا في كوريا، حيث درسوا الهندسة والعلوم والتكنولوجيا وغيرها من العلوم المتخصصة في الجامعات الكورية.
وأما التعليم المهني، فهناك 65 طبيبا يدرسون في كوريا بالإضافة إلى 48 متخصصا في الطاقة النووية.
البلدين يقفان أمام مفترق طرق لإعداد المستقبل الواعد بناءً على الإنجازات الكبيرة التي حققتها الدولتان منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1962. وحان الوقت المناسب لبناء العلاقات التعاونية الجديدة حيث تشهد المملكة إصلاحات اقتصادية واجتماعية في ظل رؤية 2030. لتطوير العلاقات التعاونية المتبادلة من خلال توسيع التعاون والتبادل بين البلدين اللذَيْن يتمتعان بشراكة إستراتيجية في التعاون لتحقيق رؤية 2030 ولكونهما عضوين في مجموعة العشرين.