يفضل الكثير من المرضى التداوي بالأعشاب والمستحضرات الطبيعية بدلاً عن الأدوية الطبية المعدة في مختبرات ومصانع الشركات الدوائية، كما يتناول البعض المقويات والمكملات لتعويض النقص في الفيتامينات والبروتينات والمعادن اللازمة للحفاظ على الجسم بصحة جيدة ونمو متزن.
ومن الأعشاب المتاحة في الصيدليات كمكمل غذائي اعشاب او جذور الجنسنج، ومن الشائع وصفها كحل شامل كعلاج ومقوي مناعة ومنشط جنسي ومعزز للطاقة البدنية، وذلك دون الاعتماد على نتائج الأبحاث والدراسات الموثقة، فيما يستشهد او يعتمد البعض على دراسات ضعيفة او مجهولة المصدر ولم تتكرر النتائج المتحصل عليها في دراسات او أبحاث أخرى موثوقة.
وتتعدد فوائد الجنسنج فمنها: زيادة القدرة على التحمل، وتعزيز الأداء البدني، ومنشط جنسي، التخلص من الإجهاد والارهاق، ومع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث أنَّالجينسنغ قد لا يكون فعّالا في علاج هذه الحالات. كما أنَّه ذُكر للعشبة إمكانياتها في تنشيط وظائف الأعضاء كالرئتين والقلب والكبد، لكن الإثباتات العلمية في ذلك تُعتبر ضعيفة ولايمكن الاستناد إليها.
كما يتم ترويج استخدام الجنسنج لعلاجات متعددةأرزها: معالجة أمراض القلب، وخافض لضغط الدم، وعلاج لسرطان الثدي، ويعالج التعب المرتبط بالسرطان، وداء السكري، واضطرابات الجهاز الهضمي، وعلاج للخصوبة لدى الرجال والنساء، ويتخلص من تساقط الشعر وتجاعيد البشرة، ويعالج الاكتئاب، وفقر الدم، ومسكن لآلام المفاصل، ومكافح للشيخوخة والخرف، وغيرها من الاستخدامات العلاجية التي تفتقر الىالتأكيد المبني على نتائج دراسات وأبحاث علمية قوية ورصينة.
كما يتم التسويق للجنسنج على أنه علاج طبيعي للعجز الجنسي ويساعد على للتخلص منه بالكامل، فيما كشفت مختبرات هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2017 أن الجنسنغ المنتشر في الأسواق في تلك الفترة مضاف إليه الدواء الطبي المعروف (الفياجرا) لذلك حذرت من شرائها، وأكدت جمعية المسالك البولية الامريكية في توصياتها الأخيرة لعام 2018 على أن قدرة النبتة في علاج العجز الجنسي غير مؤكد علمياً.
ولا يترتب على تناول الأشخاص الأصحاء للجنسنج أي اضرار بل يعد آمناً، وهناك إرشادات يجب اتباعها قبل تناول الجنسنج أهمها: الرجوع للطبيب واتباع تعليماته، والحرص على عدم تناولها لفترات طويلة، كما يمنع استخدمها للمرضى في الحالات التالية: داء السكري، وضغط الدم، والأمراض النفسية، بالإضافة الى انه غير آمن مع الحمل والرضاعة، ويترتب على استخدامهالعديد من الأعراض الجانبية منها: ارتفاع ضغط الدم،وزيادة سرعة خفقان القلب، والمعاناة من القلق والأرق، والاصابة بالإسهال، وهناك أعراض جانبية ناتجة عن تفاعل الجنسنج مع العديد من الأدوية من أهمها: النزيف، وهبوط مستوى سكر الدم، وارتفاع ضغط الدم، وتجمع السوائل في الجسم وغيرها، ومن أبرز الأدوية التي يتفاعل معها الجنسنج : أدوية السكري، وأدوية سيولة الدم الوارفارين، والاسبيرين، وأدوية القلب.
يسعى المرض خلف اي وسيلة تساعد على شفائهم وتخفيف معاناتهم والتخلص من آلامهم، ومنها التداوي بالأعشاب إلا ان تصديقهم لكل ما يقال او يتم ترويجه لا يعفيهم من الملامة في حال اصابتهم بمضاعفات او اعراض جانبية قد تصل بهم لتلف او اعاقة دائمة وربما تنهي حياتهم، فعليهم الحذر والبحث والتقصي فيما يتم تناقله واشاعته، والأهم من ذلك الرجوع للطبيب المعالج واستشارته قبل تناول اي دواء او اقراص عشبيه او غيرها.
كما نوصي بالحذر من الوقوع ضحية لاستغلال بعض المعالجين المدعين أو الادعاءات والفوائد التي يتم تداولها وترويجها عبر وسائل وتطبيقات التواصل الاجتماعيةوأغلبها تحت شعار (إذ ما نفع فهو ما يضر).
والحكمة هي في الحذر من تعاطي الجنسنج واستشارة الطبيب، حتى تثبت الابحاث والدراسات العلمية مدى فوائده الصحية، واستخداماته العلاجية والطبية، وما يترتب على تعاطيه من أضرار واعراض جانبية.