السبت, 21 جمادى الأول 1446 هجريا, 23 نوفمبر 2024 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم السبت, 21 جمادى الأول 1446هـ

الفجر
05:21 ص
الشروق
06:43 ص
الظهر
12:08 م
العصر
03:12 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م

الموجز الأخبار ي »»

عام

https://www.alshaamal.com/?p=91265
تم النشر في: 1 أبريل، 2020 11:51 م                                    
40956
0
بقلم / د. مها عبود باعشن 
صحيفة الشمال الإلكترونية
بقلم / د. مها عبود باعشن 

أمكث بين جدراني الأربعة ونافذتي المتسعة .. لا أسمع سوى تردد صوت الوحدة النابع من صمت وجودي ..

عبثا أحاول التجول ببصري بين الزوايا دون جدوى ..فأبعثه خارج النافذة .. ليعود خاليا من صور ازدحام الأماكن وضجيج البشر في خضم الحياة ..

عّم الهدوء أرجاء المدينة واكتسح الشوارع الغارقة في الظلام ….لقد نسيت لثانية .. كم الساعة الآن ؟

قد تتجاوز الرابعة فجرا ….

انها حالة من القلق ….!

قررت إسدال الستائر ..متوجهة بعدها للتلفاز .. أتنقل بين محطة واُخرى ..

هي نفسها الأحداث متكررة بين القنوات… بطريقة مختلفة…

وفجأة.. يلفت انتباهي بشدة خبر مفاجيء ..فأترقبه لأعرف مالذي حدث …

ثم بعد قليل يصبح خبرا مكررا….

إنني أشعر بالنعاس يثقل أجفاني .. لكن وتيرة أحداث الأخبار تفعل فعل المنبهات في عقلي ..

اخفض صوت التلفاز قليلا … محدثة نفسي بصوت منخفض قائلة : قاسية هي العزلة تولد بداخلنا شعور لم نكن ندركه من قبل …! .

يشعرنا بأن الحياة اليومية التى نعيشها خارج نطاق المنزل…قد توقفت عند آخر رؤية لها قبل العزل ..!

إن حب الدنيا من طبائع النفس البشرية .. والسعي لطلب الرزق والعيش ومتطلبات الحياة الإجتماعية والأمور الحياتية ..

تلهينا في دوامتها عن مالا يجب أن نغفل عنه ..

خلقنا لعبادة الله وتعمير الأرض ونشر السلام والمحبة والخير …ففي تلك الأمور وغيرها الكثير من رضى الله عز وجل..

لايختلف إثنان على ذلك القول ..

لكن هل فعلنا ذلك ..؟ أو بالأصح تقيدنا بكل ذلك.. ؟

سؤال حساس وصعب .. إجابته في ضمائر النفس قبل الألسنة ..

وهنا … يخطف نظري خبر عاجل… فأبحث عن جهاز التحكم عن بعد لرفع الصوت… وينتهي الخبر.. واشعر بالملل ..

فبعد كل خبر إخباري وبرنامج تعريفي مفصل عن هذا الوباء

يتجه الجميع بنفوس غاضبة نحو كورونا

مؤكدين استحقاقها للمحاكمه لأنها المتهمة الوحيدة التي جعلت العالم يتخبط في جميع الإتجاهات

فهي سبب البلاء و الأمراض والوفيات والخصومات وحتى ارتفاع نسب الطلاق وتغير الكثير من السلوكيات في ثقافة المجتمع ومبادئ التربية

وماذا اقول اكثر ….؟! وهذه بعض الحقائق..وأما مانجهله فلن نعلم خطورته ..

هي حلقات من دائرة غير محكمة .. حلقاتها لا نهاية لها…

فما الحل ..؟

هناك حل نابع من يقين …

انهض من مكاني لأحضر المصحف الشريف فأفضل ماافعله في هذا الوقت هو التلاوة ..

اعود لأجلس حاملة كتاب الله بين يدي للبداء في التلاوة حتى وصلت إلى الآية (١٩) من سورة المعارج .

قال تعالى ( إن الإنسان خلق هلوعا(١٩) إذا مسه الشر جزوعا(٢٠)وإذا مسه الخير منوعًا (٢١) إلا المصلين(٢٢)

يتبع الأسبوع القادم ……………

مها عبود باعشن

تويتر maha-o-baeshen@

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>